نبذة عن مدينة إربد
عروس الشمال .. إربد ، رحلة عبر ماضيها وحاضرها
"محافظة اربد ثاني محافظات المملكة الأردنية الهاشمية مساحة وسكاناً، وهي حاضرة المنطقة الممتدة من نهر اليرموك شمالا الى نهر الأردن غرباً الى الحدود العراقية شرقاً، وتعد هذه المدينة الجميلة المنظر والموقع ذات أهمية حيوية، ويبلغ عدد سكان مدينة " اربد " عام 1987 حوالي (150,000 نسمة) ويتبع محافظة اربد ألوية عجلون ، وجرش، والرمثا، والكورة، وبني كنانة، والأغوار الشمالية، وتشكل هذه الألوية مع مدينة اربد ثلث سكان المملكة الأردنية الهاشمية وإستطاعت اربد أن تستقطب إهتمام العديد من الكتاب والمهتمَين، نظراً لأهمية هذه المدينة الاستراتيجية والتجارية والاقتصادية في شمال الأردن، سنلقي هذه الأضواء على تاريخها من خلال هذه المقالة تبرز المعالم الحضارية والتاريخية فيها، وفي المناطق التابعة لها.
تشكل مدينة اربد مع ألويتها وحدة جغرافية متكاملة وذلك بسبب تضاريسها المتعددة والمتنوعة، فهناك الغور المنبسط ذو الطقس الحار صيفا واللطيف شتاء، ومرتفعات جبال عجلون التي تصل ارتفاعها إلى (1250)م عن سطح البحر، وتمتاز جبال محافظة اربد بكثافة الأشجار والغابات الحرجية دائمة الخضرة.
إربد في التاريخ
تعتبر مدينة اربد من المستوطنات البشرية القديمة الواقعة جنوب الشام، وتل اربد من أكبر التلال التي صنعها الإنسان في هذه المنطقة، ويعود تاريخه الى 5 آلاف سنة ق.م. وهناك شواهد تدل على وجود مدينة اربد تعود الى العصر البرونزي المتوسط(2000-1600ق.م)، وكانت تعرف بإسم أرابيلاArbilla ومنه اسمها الحالي. ومن الممكن أن تكون الاماكن المسماة " ارابيلا " و " اربد " الواقعة خارج اشور قد ابتناها أهل أرابيلا الأشوريه وسموها باسم مدينتهم.
وكانت اربد محاطة بسور ضخم مبني بالحجارة السوداء الكبيرة، وقد وجد فيها مغائر من العصر البرونزي، وبركة ماء رومانية، أما الدلائل السكانية التي تشير إلى نوع الحياة ما بين العصر البرونزي والروماني فقد اندثرت نتيجة للعوامل الطبيعية القاسية، وأهمها الزلازل الذي تعرضت لها المنطقة.
وفي العصر الروماني كانت اربد تحمل اسم " أرابيلا " Arbilla وكانت من مدن الحلف التجاري العشر " الديكابوليس " وتغلبت عبقرية المهندس الروماني على مشكلة الجفاف، بواسطة جرَ المياه عن طريق الأقنية التي ما تزال بعض آثارها موجودة إلى اليوم، وهناك بناء ضخم في مدينة اربد أقيم تكريماً للامبراطور الروماني ماركوس أنطونيوس راتيوس اغسطس.
أما في العصر الإسلامي فقد جاء في " معجم البلدان" لياقوت الحموي قوله " اربد " بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مدينة بالأردن قرب طبرية، تقع على يمين طريق مصر. وفي كتاب القلقشندي " صبح الأعشى " جاءت اربد بالفتح والسكون وياء موحدة.
وسميت المنطقة المحيطة باربد غرباً وشمالاً إلى نهر اليرموك ووداي الأردن بالاقحوانة، نسبة إلى زهر الاقحوان الذي ينبت بكثرة في هذه المناطق، وقد تردد ذكر الاقحوانة في بعض المصادر الإسلامية. وحدثت فيها تلك الواقعة التي جرت في العصر الفاطمي الظاهر والقبائل العربية سنة (420هـ/1029م) وتردد اسم الاقحوانة في فترة الصراع الفرنجي في فلسطين سنة 1099م، وكان لمدينة اربد في العصر الأيوبي دور مهم في حركة الإتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا على الساحل الفلسطيني، وكان من يريد أن يصل الى عكا عليه أن يسلك عبر مدينة اربد.
وتظهر أهمية اربد في العصر المملوكي ، إذ كانت تابعة لنيابة دمشق، واعتبرت ضمن المنطقة القبلية، وقد وصف القلقشندي هذه المنطقة ، وهي المنطقة الواقعة جنوب مدينة دمشق - حوران وشمال الأردن - بقوله : " وهي جل البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الأرض المقدسة التى هي على الخيرات مؤسسة، وإلى الأبواب الشريفة السلطانية، وممر التجار القاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان، ومواطن العشران".
وبالنسبة لوصف المدينة ن فقد مرَ بها الرحالة بيركهارت السويسري عام 1812م وذكرها بقوله : " اربد هي المكان الرئيسي في المنطقة التي تدعى بني جهمة، تقوم قلعة اربد على تل ، وتقع القرية عند سفحه ، والصخر الكلسي الذي يمتد عبر الصويت والمعراض وعجلون وبني عبيد. يبدأ هنا بإفساح المجال لحجر حوران الأسود المبنيَة منه جميع بيوت اربد، وكذلك الأسوار الحديثة المحيطة بالقلعة، والأثر الوحيد في هذا المكان هو بركة كبيرة قديمة حسنة البناء، وقد طرحت حولها عدة توابيت حجرية كبيرة مصنوعة من ذات الصخر مع بعض النقوش البارزة المنحوتة منها ".
اربد في العهد العثماني:
في عام 1851م شكلت الحكومة العثمانية سنجق عجلون وكان تابعاً لدرعا، واتخذت اربد مركزاً لهذا السنجق، وضم نواحي الكورة وبني جهمة والسرو والوسطية وبني عبيد والكفارات وجبل عجلون وجرش. وفي سنة 1910 كان قضاء عجلون يتألف من : مدينة اربد، ومن (120) قرية أخرى ، وعند إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914 فرض التجنيد الإجباري على سكان سنجق عجلون ، وبعد أن حلَت الهزيمة بالأتراك انسحب الجيش التركي السابع من إربد عام 1917، وفي الطريق هاجمه أهل الكورة وإستطاعوا أن يغنموا كميات من أسلحته وذخائره، وفي عام 1918 وصل لواء بريطاني إلى إربد لطرد الأتراك؛ ولكن لم يستطع الوصول الى المدينة.
وبعد إنسحاب الجيش البريطاني عام 1919 اصبحت اربد خاضعة للحكم الفيصلي في دمشق، وبقيت كذلك حتى إنتهاء العهد الفيصلي في شهر تموز عام 1920.
وفي أوائل عام 1920 تألفت في شرقي الأردن ثلاث إدارات محلية، عرفت بإسم الحكومات المحلية وهي: حكومة عجلون، وحكومة السلط، وحكومة الكرك، أما بالنسبة الى حكومة عجلون فكان مركزها اربد برئاسة القائم مقام على خلقي الشرايري ، وتشكَل لهذه الحكومة مجلس إداري تشريعي ليساعد القائم مقام على مهمته، وتقديم المشورة. وانتُخب علي خلقي الشرايري رئيساَ للمجلس، واتَُخِذ قرارٌ برفع العلم السوري العربي ذي النجمة على دار الحكومة والبلدية،وقرَرَ استعمال القوانين العثمانية، إلا أن هذه الحكومة واجهت عدة صعاب منها : عدم السيطرة على المنطقة فأدى ذلك إلى إنشقاق بعض النواحي، وتـأليف حكومات خاصة بها، لأن حكومة عجلون لم تكن تملك القوة الكافية لمنع هذا الانشقاق، وكانت هذه الحكومة مهتمة بوحدة شرقي الأردن أكثر من غيرها.
ومن الحكومات المحلية الأخرى ، حكومة دير يوسف التي تقع بين ناحيتي الكورة وبني عبيد، وتولَى نجيب الشريدة هذه الحكومة عام 1920، وكان أعضاء مجلس هذه الحكومة هم : كليب الشريدة ، ومحمد الحمود، وسالم الهنداوي، وعقلة محمد الصير، والحاج سالم الإبراهيم، ومحمد سعيد الشريدة، وأحمد العلي، وحكومة ناحية عجلون، وقد تأسست هذه الحكومة كحكومة مستقلة ومركزها عجلون، وقد تزَعمها الشيخ راشد الخزاعي، وقد تولى علي نيازي التل إدارة هذه الحكومة فترة من الزمن، كما تولَى الملازم عبداللَه الريحاني قيادة الدرك، وحكومة جرش وكانت برئاسة آل الكايد وتولى رئاستها القائم مقام محمد على المغربي، وفي ناحية الوسطية عين الشيخ ناجي العزام مديراً لهذه الناحية واتخذ بلدة قم مقرا ً له . وفي ناحية الرمثا عُين ناصرالفواز مديراً لها ومركزها بلدة الرمثا، وقد تم إلحاقها بقضاء عجلون.
وفي عام 1921 تولى سمو الأمير عبدالله إمارة شرق الأردن وانتهى عهد الحكومات المحلية وأخذت إمارة شرقي الأردن في النمو والتطور في مختلف الميادين.
المواقع الأثرية
من المواقع الأثرية التي ما زالت ماثلة للعيان في منطقة اربد:
• التل الصناعي : وهو أثر قائم في اربد ويحمل في جوفه بقايا المدينة القديمة.
• مطحنة الملقي : وهي اهم مركز اقتصادي في المدينة القديمة.
• خان حدو : أول مركز مواصلات في المدينة . وكان صلة الوصل ما بين البلدة والمناطق المحيطة. وهو قائم إلى الآن ويشغله متجر لبيع فراء الخراف.
• سوق الصاغة القديم بساحته المبلطة بالحجر الأسود: ويعود تاريخه إلى بديات هذا القرن ، وتشوَه كثيراً عن طريق استخدام الدهان وإقتلاع حجارة الساحة وتغطيتها بالإسفلت.
• نُزل غزالة: هو أول نُزل في البلدة كان ضيوف اربد ينامون فيه.
• السرايا القديمة: وهي شاهد كبير على تطور المدينة، ويعود تاريخها إلى العهد العثماني، وقد كانت مراكز الحكم ومجمعاً للدوائر الرسمية، ويشغلها حالياً سجن اربد.
• قصر الملكة مصباح: بني بالحجر الأحمر ليكون مقراً للملك عبداللَه أثناء زيارته للمدينة، تحول إلى مدرسة حملت نفس الاسم، ثم هدم وحل محله بناء تجاري ضخم.
• منزل علي خلقي الشرايري: ويشكل نموذجاً فريداً للفن المعماري في تلك الحقبة، وقد هدمت أجزاء كبيرة منه.
• دار الجودة: ويعود تاريخها إلى بديات القرن، كانت بمثابة دار للحكومة، ولفترات طويلة سكنها معظم الحكام الإداريين وضيوف المقاطعة من رجالات رسميين، وقد أقام بها، ولفترات، جلالة المغفور له الملك عبداللَه.
• منزل شاعر الأردن عرار: تم هدم أكثر من نصفه، وتحول ما هدم إلى محلات تجارية.
• مقام شرحبيل بن حسنة: ويقع هذا المقام في بلدة المشارع.
• مقام معاذ بن جبل: ويقع في بلدة الشونة الشمالية.
• مقام أبي عبيدة عامر بن الجراح: ويقع في الغور الأوسط.
• أم قيس: وكانت تعرف باسم " جدارا " وهي احدى المدن العشر"الديكابولوس" وتقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة اربد على بعد ( 30 ) كم ، حيث تقع على هضبة تطل على وادي اليرموك والحمة الأردنية وبحيرة طبريا، وكانت أم قيس مدينة يونانية رومانية ذات أهمية، وقد انشئت فيها جامعة تخرّج فيها الشاعر الروماني " ملياجر " وآخرون كانت لهم شهرة في ذلك العصر ، ومازالت الآثار الرومانية واليونانية ماثلة للعيان في أم قيس حتى الوقت الحاضر.
• بيت راس : إحدى المدن العشرْ الرومانية وكانت تعرف باسم " ديكابولوس " وتقع في الجهة الشمالية من مدينة اربد، وتعتبر إحدى ضواحيها. وفيها عدة هياكل وكنائس رومانية قديمة.
• تل الحصن: ويقع في بلدة الحصن تل صناعي يبلغ إرتفاعه 40م، ويعود إلى أوائل العصر البرونزي ( 3000 سنة ق.م )، وقد عثر على نقوش وكتابات تدل على أن ذلك التل كان قائماً في أيام الرومان والبيزنطيين.
• طبقة فحل ( بيلا ) : تقع آثار هذه المنطقة في الأغوار الشمالية بالقرب من بلدة المشارع، وهي إحدى مدن الحلف الروماني، وظهر اسم بيلا في أواخر القرن التاسع عشر قبل الميلاد، واستوطن في هذه المدينة جنود مقدونيون بعد فتح الأسكندر الكبير، واطلقوا عليها اسم بيلا، ويوجد فيها العديد من الآثار مثل، مدافن تعود إلى العصر البرونزي، وبعض المنازل التى تعود إلى العصر الحديدي، وقلعة هلنسية، وكنيسة تعود للعصر البيزنطي، وبعض المقاطع الفخارية التي تعود للعصر الإسلامي الأموي.
• المسجد المملوكي: يقع في المنطقة القديمة بالمدينة، والمسجد مملوكي الأصل وخطَط على نفس النمط المعماري الذي بنيت عليه المساجد المملوكية في الأردن ويسمى اليوم المسجد الغربي.
• المناطق السياحية: تنتشر في محافظة اربد الأماكن السياحية والطبيعية والأماكن الخلابة التي تشكل مناطق جذب سياحي، فإلى الغرب من مدينة اربد يقع وادي الأردن الذي يُعد من أكثر بقاع العالم إنخفاضاً، والذي يتميز بشتاء لطيف لإنخفاضه عن سطح البحر، كما تنتشر الينابيع والجداول والآبار الإرتوازية. ومن أهم المناطق السياحية، الحمة الأردنية التي تقع في حضن وادي اليرموك على بعد (37) كم إلى الشمال الغربي من إربد، التي يؤمها الناس للاستشفاء والراحة والاستجمام، وهناك مناطق شهيرة صالحة للتنزه في كل من جرش وعجلون والرمثا التي تضم، الذنيبة المطلة على وادي المقارن، وعمراوة التي بدأت باستثمار مياه شلالات الزلفا التي تصب في نهر اليرموك.
• متحف التراث الشعبي:
انطلاقا من الاعتزاز بماضي الأجداد، وضرورة الاحتفاظ بذكراهم كي يتاح للأجيال القادمة الإطلاع على ماضيهم. قامت بلدية اربد بإنشاء المتحف في بناء قديم يقع في حي البارحة، ويعود تاريخه الى ما قبل ( 120 ) سنة ، ويشتمل على العديد من ألوان التراث الشعبي للأردن من ألبسة وأدوات مختلفة لتقاليد شعبية بدأت تتلاشى، والهدف من هذا المتحف حفظ التراث الشعبي وتوثيقه وتعريف الأجيال القادمة عليه.
• متحف الآثار :
أقامت دائرة الآثار هذا المتحف ، ويحتوي على قطع أثرية عديدة اكتشفت في مناطق اربد، ويعتبر أقدم متحف في المحافظة.
اربد اليوم :
لم تقف مدينة اربد عند حد معين؛ بل استمر العمران فيها على مختلف الأصعدة، حتى أصبحت اليوم تشكل مدينة عصرية جميلة منظمة على أسس حديثة، وتعتبر اربد من أجمل مدن المملكة الأردنية الهاشمية ، وما يمكن مشاهدته عند زيارة هذه المدينة، اهتمام بلدية اربد بإنشاء عدد كبير من الحدائق العامة، ويأتي انشاء هذه الحدائق من منطلق حضاري وفهم وطني، حتى بلغت (23) حديقة منها: متنزه أطفال إربد الذي افتتح سنة 1979 ويحتوي على مكتبة متخصصة ونادي للطفل والذي اغلق للأسف في عام 2002 وضمت الأرض التي كان عليها لجامعة اليرموك، وحديقة طارق بن زياد، وحديقة الاشرفية، وحديقة مؤسسة اعمار اربد، وحديقة الأمير راشد، وحديقة الورود، وحديقة الزهراء، وحديقة تونس، وحديقة غرناطة، وحديقة الشباب، وحديقة البقعة، وحديقة البيضة، وحديقة اليرموك ، وحديقة حنينا، وحديقة القسام، وحديقة الكرك، ونستطيع القول أن اربد مدينة الحدائق. ولم ينحصر التقدم في هذه المجالات، بل قامت بلدية اربد بإنشاء مكتبة عامة سنة 1955 ، وتعتبر أول مكتبة بلدية في الأردن، وفتحت أبوابها للقراء عام 1957، وتحتوي على 39820 كتاباً ودورية وتفتح أبوابها يومياً للمواطنيين وطلاب الجامعة، كما اهتمتبالثقافة والرياضة فدعمت كل المؤسسات الثقافية والمنتديات، وأنشأت النادي العربي عام 1945، ونادي الحسين الذي انشئ عام 1964 بالاضافة الى المراكز الشبابية المنتشرة في مختلف مناطق اربد، و مدينة الحسن الرياضية ، وقامت البلدية بإنشاء منتدى اربد الثقافي عام 1982م.
وفي مجال الأوقاف، فقد تأسست مديرية أوقاف اربد في العشرينات، ساهمت في التنمية الإجتماعية من خلال عمل مشاريع تجارية وإستثمارية على أراضى الوقف داخل مدينة اربد، وفي مختلف مناطق المحافظة، بالاضافة إلى دورها في تنشيط ونشر الوعي الديني بين المواطنين.
وفي المجال الاجتماعي، فقد تأسست في عام 1956 مديرية للشؤون الاجتماعية، وتضم قسم الاسرة والطفولة والتربية الخاصة،والدفاع الاجتماعي ، وشؤون المرأة، ومعهد الأمل للصم، وتأسس اتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظة اربد عام 1958، وكان اسمه آنذاك اتحاد الجمعيات الخيرية في لواء عجلون، حيث كان عدد الجمعيات المنضمة إلية(7) جمعيات، وتطور الاتحاد واتسعت منطقة أعماله، وزاد عدد الجمعيات الآن حتى وصل إلى (106) جمعيات في مدينة اربد وفي مختلف الألوية التابعة للمحافظة.
وفي المجال الزراعي فقد تأسست مديرية زراعة اربد في منتصف الأربعينات، وتقوم بمراقبة الشؤؤن الزراعية والثروة الحيوانية والحراج والمراعي، وقامت خلال خطة التنمية الخمسية(80-85) بزراعة 31 ألف دونم من الأشجار المثمرة ضمن مشروع تطوير الأراضي المرتفعة، وزراعة 5 آلاف دونم سنوياً ببذار القمح، وزراعة 40 ألف دونم من أراضي الحراج بالأشجار الحرجية، وتقوم الآن مديرية الزراعة بزيادة الرقعة الزراعية بالأشحجار المثمرة من 357 ألف دونم لتصل إلى 547 ألف دونم ، وزيادة الأشجار الحرجية لتصل إلى 440 ألف دونم، وتضاريس اربد المختلفة تساعد على زراعة مختلف المحاصيل الزراعية ، كالقمح والشعير والعدس والكرسنة والفول والحمص والذرة واللوزيات زالزيتون والحمضيات، وتعتبر الأغنام من الحيوانات الرئيسة التى يقوم الفلاح بتربيتها بالاضافة إلى أنواع مختلفة من المواشي.
وفي المجال الصناعي، هناك صناعات محلية صغيرة مختلفة،وزادت أهمية الصناعة وزاد عدد المشتغلين بها نظراً لتوافر الأيدي العاملة.
وفي المجال التجاري، فان التجارة من أهم الفعاليات الاقتصادية، وهي الوظيفة الحديثة التي تطبع المدينة بطابعها. ومما يلفت النظر اليوم في اربد متاجرها الحديثة والمتنوعة والتي تحتل مركز المدينة، ونظراً لتطور القطاع التجاري ونموه وإزدهاره المستمر فقد تأسست غرفة صناعة اربد عام 1950 لتنظيم المصالح التجارية والصناعية، ومن المشاريع الحيوية في اربد: شركة كهرباء محافظة اربد ومحطة توليد الطاقة الكهربائية، والمدن الصناعية، وسوق الجملة المركزي، ومدينة الشاحنات.
وفي المجال التعليمي: كانت المعاهد التعليمية القائمة في الأردن خلال العده العثماني متنوعة، وظلت الكتاتيب منتشرة في المدن والقرى وفق الأساليب القديمة، واستمر هذا الوضع حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وكانت المدارس في العهد العثماني على نوعين: مدارس ابتدائية ومدتها ثلاث سنوات، وأخرى رشيدية مدة التدريس فيها ست سنوات، وكانت هذه المدارس تعلم التاريخ والجغرافية والطبيعيات ومبادئ الهندسة باللغتين العربية والتركية، وكان في الأردن أربع مدارس في كل من السلط واربد والكرك ومعان .
وعندما تأسست إمارة شرق الأردن، دخلت الحركة التعليمية مرحلة جديدة، فزاد عدد المدارس وتغيّرت روح التعليم العصرية والبرامج الحديثة، فانتشرت المدارس في كل حي وشارع من مدينة اربد، وصار في كل قرية وبلدة مدارس تضم جميع مراحل التعليم. واليوم تضم اربد عدداً من الكليات الجامعية المتوسطة، منها كلية حوارة، وكلية اربد للبنات، وكلية الرازي وكلية ابن خلدون، وكلية غرناطة، وكلية قرطبة، وكلية عجلون، وكلية جرش بالاضافة إلى جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الأردنية وجامعة إربد الأهلية، وهنا لا بدّ أن نتوقف عند جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
• جامعة اليرموك : صدرت الإدارة الملكية السامية بتشكيل اللجنة الخاصة لجامعة اليرموك بتاريخ 24/6/1975، وتقرر تسمية جامعة اليرموك بهذا الأسم لما له معان ودلالات وأبعاد عربية وتاريخية، وتضم الجامعة اليوم كليات: الآداب، العلوم، والفنون ، والاقتصاد والعلوم الادارية، واستطاعت جامعة اليرموك أن ترفد المجتمع الأردني بمختلف التخصصات؛ فكانت رافداً ثابتًاً من روافد العلم والمعرفة لهذا الوطن.
• جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية: تعد جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الصرح العلمي الرابع في ربوع المملكة الأردنية الهاشمية، وقد صدر قانون هذه الجامعة بتاريخ 1/9/1986، وانتظمت الدراسة فيها بتاريخ 20/9/1986، وتضم هذه الجامعة كليات: الهندسة، والطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والزراعة، والعلوم، وتهدف هذه الجامعة إلى التركيز على المهارات والسلوكيات في العلم واعتماد الطالب على نفسه في امكانية التعلم والبحث العلمي، وخلق الطالب المتميز القادر على فهم العملية التربوية الإبداعية.
وبعد، فهذه صورة عامة لمدينة اردنية عزيزة قطعت في ميدان التنمية دوروباً كثيرة، وسارت في ركب الحضارة والتطور
عروس الشمال .. إربد ، رحلة عبر ماضيها وحاضرها
"محافظة اربد ثاني محافظات المملكة الأردنية الهاشمية مساحة وسكاناً، وهي حاضرة المنطقة الممتدة من نهر اليرموك شمالا الى نهر الأردن غرباً الى الحدود العراقية شرقاً، وتعد هذه المدينة الجميلة المنظر والموقع ذات أهمية حيوية، ويبلغ عدد سكان مدينة " اربد " عام 1987 حوالي (150,000 نسمة) ويتبع محافظة اربد ألوية عجلون ، وجرش، والرمثا، والكورة، وبني كنانة، والأغوار الشمالية، وتشكل هذه الألوية مع مدينة اربد ثلث سكان المملكة الأردنية الهاشمية وإستطاعت اربد أن تستقطب إهتمام العديد من الكتاب والمهتمَين، نظراً لأهمية هذه المدينة الاستراتيجية والتجارية والاقتصادية في شمال الأردن، سنلقي هذه الأضواء على تاريخها من خلال هذه المقالة تبرز المعالم الحضارية والتاريخية فيها، وفي المناطق التابعة لها.
تشكل مدينة اربد مع ألويتها وحدة جغرافية متكاملة وذلك بسبب تضاريسها المتعددة والمتنوعة، فهناك الغور المنبسط ذو الطقس الحار صيفا واللطيف شتاء، ومرتفعات جبال عجلون التي تصل ارتفاعها إلى (1250)م عن سطح البحر، وتمتاز جبال محافظة اربد بكثافة الأشجار والغابات الحرجية دائمة الخضرة.
إربد في التاريخ
تعتبر مدينة اربد من المستوطنات البشرية القديمة الواقعة جنوب الشام، وتل اربد من أكبر التلال التي صنعها الإنسان في هذه المنطقة، ويعود تاريخه الى 5 آلاف سنة ق.م. وهناك شواهد تدل على وجود مدينة اربد تعود الى العصر البرونزي المتوسط(2000-1600ق.م)، وكانت تعرف بإسم أرابيلاArbilla ومنه اسمها الحالي. ومن الممكن أن تكون الاماكن المسماة " ارابيلا " و " اربد " الواقعة خارج اشور قد ابتناها أهل أرابيلا الأشوريه وسموها باسم مدينتهم.
وكانت اربد محاطة بسور ضخم مبني بالحجارة السوداء الكبيرة، وقد وجد فيها مغائر من العصر البرونزي، وبركة ماء رومانية، أما الدلائل السكانية التي تشير إلى نوع الحياة ما بين العصر البرونزي والروماني فقد اندثرت نتيجة للعوامل الطبيعية القاسية، وأهمها الزلازل الذي تعرضت لها المنطقة.
وفي العصر الروماني كانت اربد تحمل اسم " أرابيلا " Arbilla وكانت من مدن الحلف التجاري العشر " الديكابوليس " وتغلبت عبقرية المهندس الروماني على مشكلة الجفاف، بواسطة جرَ المياه عن طريق الأقنية التي ما تزال بعض آثارها موجودة إلى اليوم، وهناك بناء ضخم في مدينة اربد أقيم تكريماً للامبراطور الروماني ماركوس أنطونيوس راتيوس اغسطس.
أما في العصر الإسلامي فقد جاء في " معجم البلدان" لياقوت الحموي قوله " اربد " بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مدينة بالأردن قرب طبرية، تقع على يمين طريق مصر. وفي كتاب القلقشندي " صبح الأعشى " جاءت اربد بالفتح والسكون وياء موحدة.
وسميت المنطقة المحيطة باربد غرباً وشمالاً إلى نهر اليرموك ووداي الأردن بالاقحوانة، نسبة إلى زهر الاقحوان الذي ينبت بكثرة في هذه المناطق، وقد تردد ذكر الاقحوانة في بعض المصادر الإسلامية. وحدثت فيها تلك الواقعة التي جرت في العصر الفاطمي الظاهر والقبائل العربية سنة (420هـ/1029م) وتردد اسم الاقحوانة في فترة الصراع الفرنجي في فلسطين سنة 1099م، وكان لمدينة اربد في العصر الأيوبي دور مهم في حركة الإتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا على الساحل الفلسطيني، وكان من يريد أن يصل الى عكا عليه أن يسلك عبر مدينة اربد.
وتظهر أهمية اربد في العصر المملوكي ، إذ كانت تابعة لنيابة دمشق، واعتبرت ضمن المنطقة القبلية، وقد وصف القلقشندي هذه المنطقة ، وهي المنطقة الواقعة جنوب مدينة دمشق - حوران وشمال الأردن - بقوله : " وهي جل البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الأرض المقدسة التى هي على الخيرات مؤسسة، وإلى الأبواب الشريفة السلطانية، وممر التجار القاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان، ومواطن العشران".
وبالنسبة لوصف المدينة ن فقد مرَ بها الرحالة بيركهارت السويسري عام 1812م وذكرها بقوله : " اربد هي المكان الرئيسي في المنطقة التي تدعى بني جهمة، تقوم قلعة اربد على تل ، وتقع القرية عند سفحه ، والصخر الكلسي الذي يمتد عبر الصويت والمعراض وعجلون وبني عبيد. يبدأ هنا بإفساح المجال لحجر حوران الأسود المبنيَة منه جميع بيوت اربد، وكذلك الأسوار الحديثة المحيطة بالقلعة، والأثر الوحيد في هذا المكان هو بركة كبيرة قديمة حسنة البناء، وقد طرحت حولها عدة توابيت حجرية كبيرة مصنوعة من ذات الصخر مع بعض النقوش البارزة المنحوتة منها ".
اربد في العهد العثماني:
في عام 1851م شكلت الحكومة العثمانية سنجق عجلون وكان تابعاً لدرعا، واتخذت اربد مركزاً لهذا السنجق، وضم نواحي الكورة وبني جهمة والسرو والوسطية وبني عبيد والكفارات وجبل عجلون وجرش. وفي سنة 1910 كان قضاء عجلون يتألف من : مدينة اربد، ومن (120) قرية أخرى ، وعند إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914 فرض التجنيد الإجباري على سكان سنجق عجلون ، وبعد أن حلَت الهزيمة بالأتراك انسحب الجيش التركي السابع من إربد عام 1917، وفي الطريق هاجمه أهل الكورة وإستطاعوا أن يغنموا كميات من أسلحته وذخائره، وفي عام 1918 وصل لواء بريطاني إلى إربد لطرد الأتراك؛ ولكن لم يستطع الوصول الى المدينة.
وبعد إنسحاب الجيش البريطاني عام 1919 اصبحت اربد خاضعة للحكم الفيصلي في دمشق، وبقيت كذلك حتى إنتهاء العهد الفيصلي في شهر تموز عام 1920.
وفي أوائل عام 1920 تألفت في شرقي الأردن ثلاث إدارات محلية، عرفت بإسم الحكومات المحلية وهي: حكومة عجلون، وحكومة السلط، وحكومة الكرك، أما بالنسبة الى حكومة عجلون فكان مركزها اربد برئاسة القائم مقام على خلقي الشرايري ، وتشكَل لهذه الحكومة مجلس إداري تشريعي ليساعد القائم مقام على مهمته، وتقديم المشورة. وانتُخب علي خلقي الشرايري رئيساَ للمجلس، واتَُخِذ قرارٌ برفع العلم السوري العربي ذي النجمة على دار الحكومة والبلدية،وقرَرَ استعمال القوانين العثمانية، إلا أن هذه الحكومة واجهت عدة صعاب منها : عدم السيطرة على المنطقة فأدى ذلك إلى إنشقاق بعض النواحي، وتـأليف حكومات خاصة بها، لأن حكومة عجلون لم تكن تملك القوة الكافية لمنع هذا الانشقاق، وكانت هذه الحكومة مهتمة بوحدة شرقي الأردن أكثر من غيرها.
ومن الحكومات المحلية الأخرى ، حكومة دير يوسف التي تقع بين ناحيتي الكورة وبني عبيد، وتولَى نجيب الشريدة هذه الحكومة عام 1920، وكان أعضاء مجلس هذه الحكومة هم : كليب الشريدة ، ومحمد الحمود، وسالم الهنداوي، وعقلة محمد الصير، والحاج سالم الإبراهيم، ومحمد سعيد الشريدة، وأحمد العلي، وحكومة ناحية عجلون، وقد تأسست هذه الحكومة كحكومة مستقلة ومركزها عجلون، وقد تزَعمها الشيخ راشد الخزاعي، وقد تولى علي نيازي التل إدارة هذه الحكومة فترة من الزمن، كما تولَى الملازم عبداللَه الريحاني قيادة الدرك، وحكومة جرش وكانت برئاسة آل الكايد وتولى رئاستها القائم مقام محمد على المغربي، وفي ناحية الوسطية عين الشيخ ناجي العزام مديراً لهذه الناحية واتخذ بلدة قم مقرا ً له . وفي ناحية الرمثا عُين ناصرالفواز مديراً لها ومركزها بلدة الرمثا، وقد تم إلحاقها بقضاء عجلون.
وفي عام 1921 تولى سمو الأمير عبدالله إمارة شرق الأردن وانتهى عهد الحكومات المحلية وأخذت إمارة شرقي الأردن في النمو والتطور في مختلف الميادين.
المواقع الأثرية
من المواقع الأثرية التي ما زالت ماثلة للعيان في منطقة اربد:
• التل الصناعي : وهو أثر قائم في اربد ويحمل في جوفه بقايا المدينة القديمة.
• مطحنة الملقي : وهي اهم مركز اقتصادي في المدينة القديمة.
• خان حدو : أول مركز مواصلات في المدينة . وكان صلة الوصل ما بين البلدة والمناطق المحيطة. وهو قائم إلى الآن ويشغله متجر لبيع فراء الخراف.
• سوق الصاغة القديم بساحته المبلطة بالحجر الأسود: ويعود تاريخه إلى بديات هذا القرن ، وتشوَه كثيراً عن طريق استخدام الدهان وإقتلاع حجارة الساحة وتغطيتها بالإسفلت.
• نُزل غزالة: هو أول نُزل في البلدة كان ضيوف اربد ينامون فيه.
• السرايا القديمة: وهي شاهد كبير على تطور المدينة، ويعود تاريخها إلى العهد العثماني، وقد كانت مراكز الحكم ومجمعاً للدوائر الرسمية، ويشغلها حالياً سجن اربد.
• قصر الملكة مصباح: بني بالحجر الأحمر ليكون مقراً للملك عبداللَه أثناء زيارته للمدينة، تحول إلى مدرسة حملت نفس الاسم، ثم هدم وحل محله بناء تجاري ضخم.
• منزل علي خلقي الشرايري: ويشكل نموذجاً فريداً للفن المعماري في تلك الحقبة، وقد هدمت أجزاء كبيرة منه.
• دار الجودة: ويعود تاريخها إلى بديات القرن، كانت بمثابة دار للحكومة، ولفترات طويلة سكنها معظم الحكام الإداريين وضيوف المقاطعة من رجالات رسميين، وقد أقام بها، ولفترات، جلالة المغفور له الملك عبداللَه.
• منزل شاعر الأردن عرار: تم هدم أكثر من نصفه، وتحول ما هدم إلى محلات تجارية.
• مقام شرحبيل بن حسنة: ويقع هذا المقام في بلدة المشارع.
• مقام معاذ بن جبل: ويقع في بلدة الشونة الشمالية.
• مقام أبي عبيدة عامر بن الجراح: ويقع في الغور الأوسط.
• أم قيس: وكانت تعرف باسم " جدارا " وهي احدى المدن العشر"الديكابولوس" وتقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة اربد على بعد ( 30 ) كم ، حيث تقع على هضبة تطل على وادي اليرموك والحمة الأردنية وبحيرة طبريا، وكانت أم قيس مدينة يونانية رومانية ذات أهمية، وقد انشئت فيها جامعة تخرّج فيها الشاعر الروماني " ملياجر " وآخرون كانت لهم شهرة في ذلك العصر ، ومازالت الآثار الرومانية واليونانية ماثلة للعيان في أم قيس حتى الوقت الحاضر.
• بيت راس : إحدى المدن العشرْ الرومانية وكانت تعرف باسم " ديكابولوس " وتقع في الجهة الشمالية من مدينة اربد، وتعتبر إحدى ضواحيها. وفيها عدة هياكل وكنائس رومانية قديمة.
• تل الحصن: ويقع في بلدة الحصن تل صناعي يبلغ إرتفاعه 40م، ويعود إلى أوائل العصر البرونزي ( 3000 سنة ق.م )، وقد عثر على نقوش وكتابات تدل على أن ذلك التل كان قائماً في أيام الرومان والبيزنطيين.
• طبقة فحل ( بيلا ) : تقع آثار هذه المنطقة في الأغوار الشمالية بالقرب من بلدة المشارع، وهي إحدى مدن الحلف الروماني، وظهر اسم بيلا في أواخر القرن التاسع عشر قبل الميلاد، واستوطن في هذه المدينة جنود مقدونيون بعد فتح الأسكندر الكبير، واطلقوا عليها اسم بيلا، ويوجد فيها العديد من الآثار مثل، مدافن تعود إلى العصر البرونزي، وبعض المنازل التى تعود إلى العصر الحديدي، وقلعة هلنسية، وكنيسة تعود للعصر البيزنطي، وبعض المقاطع الفخارية التي تعود للعصر الإسلامي الأموي.
• المسجد المملوكي: يقع في المنطقة القديمة بالمدينة، والمسجد مملوكي الأصل وخطَط على نفس النمط المعماري الذي بنيت عليه المساجد المملوكية في الأردن ويسمى اليوم المسجد الغربي.
• المناطق السياحية: تنتشر في محافظة اربد الأماكن السياحية والطبيعية والأماكن الخلابة التي تشكل مناطق جذب سياحي، فإلى الغرب من مدينة اربد يقع وادي الأردن الذي يُعد من أكثر بقاع العالم إنخفاضاً، والذي يتميز بشتاء لطيف لإنخفاضه عن سطح البحر، كما تنتشر الينابيع والجداول والآبار الإرتوازية. ومن أهم المناطق السياحية، الحمة الأردنية التي تقع في حضن وادي اليرموك على بعد (37) كم إلى الشمال الغربي من إربد، التي يؤمها الناس للاستشفاء والراحة والاستجمام، وهناك مناطق شهيرة صالحة للتنزه في كل من جرش وعجلون والرمثا التي تضم، الذنيبة المطلة على وادي المقارن، وعمراوة التي بدأت باستثمار مياه شلالات الزلفا التي تصب في نهر اليرموك.
• متحف التراث الشعبي:
انطلاقا من الاعتزاز بماضي الأجداد، وضرورة الاحتفاظ بذكراهم كي يتاح للأجيال القادمة الإطلاع على ماضيهم. قامت بلدية اربد بإنشاء المتحف في بناء قديم يقع في حي البارحة، ويعود تاريخه الى ما قبل ( 120 ) سنة ، ويشتمل على العديد من ألوان التراث الشعبي للأردن من ألبسة وأدوات مختلفة لتقاليد شعبية بدأت تتلاشى، والهدف من هذا المتحف حفظ التراث الشعبي وتوثيقه وتعريف الأجيال القادمة عليه.
• متحف الآثار :
أقامت دائرة الآثار هذا المتحف ، ويحتوي على قطع أثرية عديدة اكتشفت في مناطق اربد، ويعتبر أقدم متحف في المحافظة.
اربد اليوم :
لم تقف مدينة اربد عند حد معين؛ بل استمر العمران فيها على مختلف الأصعدة، حتى أصبحت اليوم تشكل مدينة عصرية جميلة منظمة على أسس حديثة، وتعتبر اربد من أجمل مدن المملكة الأردنية الهاشمية ، وما يمكن مشاهدته عند زيارة هذه المدينة، اهتمام بلدية اربد بإنشاء عدد كبير من الحدائق العامة، ويأتي انشاء هذه الحدائق من منطلق حضاري وفهم وطني، حتى بلغت (23) حديقة منها: متنزه أطفال إربد الذي افتتح سنة 1979 ويحتوي على مكتبة متخصصة ونادي للطفل والذي اغلق للأسف في عام 2002 وضمت الأرض التي كان عليها لجامعة اليرموك، وحديقة طارق بن زياد، وحديقة الاشرفية، وحديقة مؤسسة اعمار اربد، وحديقة الأمير راشد، وحديقة الورود، وحديقة الزهراء، وحديقة تونس، وحديقة غرناطة، وحديقة الشباب، وحديقة البقعة، وحديقة البيضة، وحديقة اليرموك ، وحديقة حنينا، وحديقة القسام، وحديقة الكرك، ونستطيع القول أن اربد مدينة الحدائق. ولم ينحصر التقدم في هذه المجالات، بل قامت بلدية اربد بإنشاء مكتبة عامة سنة 1955 ، وتعتبر أول مكتبة بلدية في الأردن، وفتحت أبوابها للقراء عام 1957، وتحتوي على 39820 كتاباً ودورية وتفتح أبوابها يومياً للمواطنيين وطلاب الجامعة، كما اهتمتبالثقافة والرياضة فدعمت كل المؤسسات الثقافية والمنتديات، وأنشأت النادي العربي عام 1945، ونادي الحسين الذي انشئ عام 1964 بالاضافة الى المراكز الشبابية المنتشرة في مختلف مناطق اربد، و مدينة الحسن الرياضية ، وقامت البلدية بإنشاء منتدى اربد الثقافي عام 1982م.
وفي مجال الأوقاف، فقد تأسست مديرية أوقاف اربد في العشرينات، ساهمت في التنمية الإجتماعية من خلال عمل مشاريع تجارية وإستثمارية على أراضى الوقف داخل مدينة اربد، وفي مختلف مناطق المحافظة، بالاضافة إلى دورها في تنشيط ونشر الوعي الديني بين المواطنين.
وفي المجال الاجتماعي، فقد تأسست في عام 1956 مديرية للشؤون الاجتماعية، وتضم قسم الاسرة والطفولة والتربية الخاصة،والدفاع الاجتماعي ، وشؤون المرأة، ومعهد الأمل للصم، وتأسس اتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظة اربد عام 1958، وكان اسمه آنذاك اتحاد الجمعيات الخيرية في لواء عجلون، حيث كان عدد الجمعيات المنضمة إلية(7) جمعيات، وتطور الاتحاد واتسعت منطقة أعماله، وزاد عدد الجمعيات الآن حتى وصل إلى (106) جمعيات في مدينة اربد وفي مختلف الألوية التابعة للمحافظة.
وفي المجال الزراعي فقد تأسست مديرية زراعة اربد في منتصف الأربعينات، وتقوم بمراقبة الشؤؤن الزراعية والثروة الحيوانية والحراج والمراعي، وقامت خلال خطة التنمية الخمسية(80-85) بزراعة 31 ألف دونم من الأشجار المثمرة ضمن مشروع تطوير الأراضي المرتفعة، وزراعة 5 آلاف دونم سنوياً ببذار القمح، وزراعة 40 ألف دونم من أراضي الحراج بالأشجار الحرجية، وتقوم الآن مديرية الزراعة بزيادة الرقعة الزراعية بالأشحجار المثمرة من 357 ألف دونم لتصل إلى 547 ألف دونم ، وزيادة الأشجار الحرجية لتصل إلى 440 ألف دونم، وتضاريس اربد المختلفة تساعد على زراعة مختلف المحاصيل الزراعية ، كالقمح والشعير والعدس والكرسنة والفول والحمص والذرة واللوزيات زالزيتون والحمضيات، وتعتبر الأغنام من الحيوانات الرئيسة التى يقوم الفلاح بتربيتها بالاضافة إلى أنواع مختلفة من المواشي.
وفي المجال الصناعي، هناك صناعات محلية صغيرة مختلفة،وزادت أهمية الصناعة وزاد عدد المشتغلين بها نظراً لتوافر الأيدي العاملة.
وفي المجال التجاري، فان التجارة من أهم الفعاليات الاقتصادية، وهي الوظيفة الحديثة التي تطبع المدينة بطابعها. ومما يلفت النظر اليوم في اربد متاجرها الحديثة والمتنوعة والتي تحتل مركز المدينة، ونظراً لتطور القطاع التجاري ونموه وإزدهاره المستمر فقد تأسست غرفة صناعة اربد عام 1950 لتنظيم المصالح التجارية والصناعية، ومن المشاريع الحيوية في اربد: شركة كهرباء محافظة اربد ومحطة توليد الطاقة الكهربائية، والمدن الصناعية، وسوق الجملة المركزي، ومدينة الشاحنات.
وفي المجال التعليمي: كانت المعاهد التعليمية القائمة في الأردن خلال العده العثماني متنوعة، وظلت الكتاتيب منتشرة في المدن والقرى وفق الأساليب القديمة، واستمر هذا الوضع حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وكانت المدارس في العهد العثماني على نوعين: مدارس ابتدائية ومدتها ثلاث سنوات، وأخرى رشيدية مدة التدريس فيها ست سنوات، وكانت هذه المدارس تعلم التاريخ والجغرافية والطبيعيات ومبادئ الهندسة باللغتين العربية والتركية، وكان في الأردن أربع مدارس في كل من السلط واربد والكرك ومعان .
وعندما تأسست إمارة شرق الأردن، دخلت الحركة التعليمية مرحلة جديدة، فزاد عدد المدارس وتغيّرت روح التعليم العصرية والبرامج الحديثة، فانتشرت المدارس في كل حي وشارع من مدينة اربد، وصار في كل قرية وبلدة مدارس تضم جميع مراحل التعليم. واليوم تضم اربد عدداً من الكليات الجامعية المتوسطة، منها كلية حوارة، وكلية اربد للبنات، وكلية الرازي وكلية ابن خلدون، وكلية غرناطة، وكلية قرطبة، وكلية عجلون، وكلية جرش بالاضافة إلى جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الأردنية وجامعة إربد الأهلية، وهنا لا بدّ أن نتوقف عند جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
• جامعة اليرموك : صدرت الإدارة الملكية السامية بتشكيل اللجنة الخاصة لجامعة اليرموك بتاريخ 24/6/1975، وتقرر تسمية جامعة اليرموك بهذا الأسم لما له معان ودلالات وأبعاد عربية وتاريخية، وتضم الجامعة اليوم كليات: الآداب، العلوم، والفنون ، والاقتصاد والعلوم الادارية، واستطاعت جامعة اليرموك أن ترفد المجتمع الأردني بمختلف التخصصات؛ فكانت رافداً ثابتًاً من روافد العلم والمعرفة لهذا الوطن.
• جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية: تعد جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الصرح العلمي الرابع في ربوع المملكة الأردنية الهاشمية، وقد صدر قانون هذه الجامعة بتاريخ 1/9/1986، وانتظمت الدراسة فيها بتاريخ 20/9/1986، وتضم هذه الجامعة كليات: الهندسة، والطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والزراعة، والعلوم، وتهدف هذه الجامعة إلى التركيز على المهارات والسلوكيات في العلم واعتماد الطالب على نفسه في امكانية التعلم والبحث العلمي، وخلق الطالب المتميز القادر على فهم العملية التربوية الإبداعية.
وبعد، فهذه صورة عامة لمدينة اردنية عزيزة قطعت في ميدان التنمية دوروباً كثيرة، وسارت في ركب الحضارة والتطور